
بين يدي مدونتي
هذه المدونة تأتي إيماناً مني بأهمية دور الشباب في صناعة الحاضر والمستقبل، وأن الشباب هو عماد التغيير والتطوير والبناء.
هذه المدونة هي محاولة بسيطة للارتقاء بالذات، ولتطوير أدوات التواصل مع الشباب العربي والإسلامي.
هذه المدونة والتي ستشمل العديد من المجالات الإدارية والصحية ومقالاتي المختلفة بالإضافة إلي الصور من غزة المحاصرة ومقاطع الفيديو التي تساعد الشباب على التغيير وتطوير الذات.
أتمنى أن تكون هذه المدونة هي صوت غزة للعالم، وصوت العالم لغزة المحاصرة المكلومة الصابرة.
التصنيفات
- أسرانا الأبطال (2)
- القيادة والإدارة (2)
- المواضيع الدينية (1)
- النافذة الصحية (23)
- اناشيد اسلامية (5)
- خواطر (9)
- دراسات وأبحاث (2)
- سلسلة بوضوح (8)
- صور (8)
- فيديو (29)
- قصص انسانية (2)
- مقالاتي (24)
معرض الصور

عائلة الشهيد الدكتور نبيل محمد أبو سلمية
حكم متجددة
المشاركات الشائعة
إجمالي مرات مشاهدة الصفحة
الرسالة نت
حقوق النشر مسموحة لكل الشباب الباحث عن التمييز والنجاح. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
أخر الأخبار
جديد الموقع
الأذكار والأدعية
أذكار وأدعية |
مقاربات .. بين دعوة الإسلام وانطلاقة حماس
مقاربات .. بين دعوة الإسلام وانطلاقة حماس

ومن فضل الله أن هيأ لنا القراءة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الإبحار في سيرته العطرة والتي مثلت فصولاً طويلة ومتناسقة جمعت محطات بارزة في تاريخ الإسلام العظيم وقد تنوعت بين العمل الدعوي، والنشاط الاجتماعي، والتربع على عرش الجهاد، وصولاً للعمل السياسي وبناء الدولة، انتهاءً بسيادة الدنيا .. (رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا )
ومن رحمة الله أن نعيش مع ذات النموذج ومع ذات الفصول "مع الاحتفاظ بالفروق" التي تتكرر اليوم مع الحركة الإسلامية في فلسطين، فها نحن نعيش مع حماس وما أدراك ما حماس، حيث أن الكثيرون من علماء الأمة يجمعون على أن "حماس" مثلت تحولاً في أداء حركات المقاومة الفلسطينية ونجحت في محطاتها كجماعة دعوية وحركة مقاومة ورائدة للعمل السياسي والبرلماني والحكومي فحافظت على الثوابت وبقيت عصية على الضغوط والتجاذبات ومحاولات الاحتواء وحرف المسار.
وفي هذه الوقفة البسيطة نحاول أن نضع أيدينا على على أبرز المحطات التي تبين التزام حماس خلال مسيرتها بنهج ودعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) وما أحوجنا لربط الناس بالقدوة الحسنة لما في ذلك من تحريك للطاقات الكامنة، وراحة للنفس في وقت اختلطت فيه القيم والمفاهيم وبات الكثيرون مترددين رغم صواب المنهج وحسن المسير.
1. ثلاثة عشر عاماً قبل الهجرة..
- السنوات الأولى: ولقد كانت الدعوة في السنوات الأولى سرية، ثم جهر بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم فتعرض لابتلاءات كثيرة تفاوتت بين التعذيب والترغيب وهجرة صحابته من مكة للحبشة
ولقد كان نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم بداية مرحلة جديدة في حياة الأمة وإعلان انطلاقة واعدة لأمة سادها الظلم والجهل والعصبية القبلية، وكانت أولى خطوات النبي صلى الله عليه وسلم أن دعا إلي دعوته أقرب الناس إليه امتثالاً لقوله تعالى:" وأنذر عشيرتك الأقربين".
- وهكذا كانت انطلاقة الحركة الإسلامية في فلسطين عام 87 بمثابة منعطف مهم في تاريخ القضية الفلسطينية والتي كانت تمر في أبرز مراحلها فالحركات العلمانية والشيوعية كانت تحاول السيطرة على زمام الأمور في فلسطين وإرهاصات التنازل كانت واضحة على منظمة التحرير.
- لقد مثلت انطلاقة الحركة بداية عهد جديد في العمل الإسلامي، وكانت أولى المراحل التي قام بها الشيخ أحمد ياسين وإخوانه دعوة الأقربين من الأهل والأصدقاء لفكر الحركة منتهجين ذات المنهج النبوي.
- لقد شكلت انطلاقة الدعوة الإسلامية ضربةً قوية لقريش وللكفار والذين حاولوا منذ اللحظة الأولى ضرب الدعوة الإسلامية من خلال تعذيب النبي صلى الله عليه وسلم وجحود دعوته ووصفه بأقذع الصفات )قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ(
- وهكذا كانت انطلاقة حماس، والتي شكلت صدمةً للجميع فبينما كان الجميع يعد العدة لتصفية القضية الفلسطينية، مثلت إنطلاقة حماس حجر العثرة في وجه دعاة الانهزام والاستسلام، مما دفع الصهاينة لمحاولة وأد الحركة الإسلامية في مهدها ففي العام 89 كانت أول وأقوى ضربة توجه لقيادة الحركة وأركانها حيث أودعت قيادة الحركة السجون، لكن الدعوة استمرت في عطائها وقيادتها لانتفاضة الحجر.
· وبعد خمسة أعوام من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم الناس للإسلام ودخول أعداد في هذا الدين الجديد لم تتوقف المضايقات والملاحقات من قريش للمسلمين في محاولة منهم لإجبارهم على التراجع عن دينهم ، حتى كان (العام الخامس من بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم) أشار النبي صلى الله عليه وآله سلم على صحابته الهجرة إلي الحبشة فارين بدينهم فكانت أول هجرة في الإسلام، لكن هذا الإبعاد وهذه الهجرة مثلت انتصاراً للدين حيث استطاع المسلمين إيجاد حضناً آمناً للدعوة الإسلامية في الحبشة.
- وكذا كان الأمر في فلسطين فبعد ( خمسة أعوام ) على انطلاقة حماس، وكل ما تعرضت له الحركة وأبنائها كان قرار الصهاينة بتهجير قيادة الحركة وأبنائها وإبعادهم إلي مرج الزهور، لكن هذا الإبعاد وعلى الرغم مما مثله من ضرر على بنية الحركة التنظيمية إلا أنه كان انتصاراً حقيقياً للقضية الفلسطينية، فقد أغلق باب الإبعاد وإلي الأبد بعد أن رفضت القيادة النزوح إلي لبنان وتمترست على الحدود مع فلسطين، كما كانت فرصة لتعريف العالم بأسره بالقضية الفلسطينية ورسالة الحركة وفرصةً لانتشار بعض قيادة الحركة في بعض الدول لتعريف بالحركة الإسلامية ورسالتها.
· لقد مثل ( العام السابع ) لبعثة النبي مرحلة جديدة في العلاقات بين كفار قريش وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقومه حيث أعلنت قريش قطع العلاقات مع النبي وبني هاشم وحاصرتهم في شعب أبي طالب حتى أكلوا ورق الشجر، واشتد الظلم والقهر لهم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يطمئنهم ويهدئ من روعهم لما مثلته تلك المرحلة من مخاض عسير لدعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حيث كانت محاولات اجتثاث الإسلام في أعلى مستوياتها.
وهكذا كان الأمر في فلسطين فلقد مثل ( العام السابع) من انطلاقة حماس مرحلة خطيرة في تاريخ الحركة، حيث كانت عودة السلطة بمثابة بداية المواجهة الحقيقية بين فريقين يختلفان تماماً في البرامج، وقد كانت عودة السلطة بعد توقيع اتفاق أوسلو المشئوم قائمةً أصلاً على حصار الحركة الإسلامية وإنهاء وجودها في فلسطين، وقد مثلت تلك المرحلة اختباراً حقيقياً لأبناء الحركة ووضعت الكثير منهم أمام خيارات صعبة فثبت الكثيرون وسقط البعض من الضعفاء.
· أما ( العام التاسع) من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان أذى المشركين في أعلى مراتبه والحصار في أوج شدته.
- ولم يكن ( العام التاسع) على حماس بأقل حزناً وألماً، فقد كانت السلطة تنكل في أبناء الحركة الإسلامية، وارتقى في ذلك العام واحداً من أسود الإسلام ( المهندس يحيى عياش) ولحقه عدد من أخوانه المجاهدين، وامتلأت سجون أبناء جلدتنا بإخواننا المجاهدين .. فكان حقاً عام حزناً وألم.
· كان ( العام العاشر) من دعوة الرسول، وما مثلته من رحلة الإسراء والمعراج كانت بمثابة المحفز على الاستمرار وتجديداً لهمة النبي، وتأكيداً على صدق المنهج، لقد مثلت رحلة الإسراء والمعراج خارطة طريق واضحة للأجيال القادمة وقد أكدت على مدى ارتباط المسجد الأقصى المبارك بالمسجد الحرام، وأنه لا بد للمسلمين من وقفة جادة تجاه هذه الأرض المباركة، ومن تتبع سيرة الصحابة وما فعله الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدرك حقيقة هذا الأمر.
- وهكذا كان ( العام العاشر) على انطلاقة حماس بمثابة بداية الفرج، ومعه كان الفرح حيث نجا رئيس المكتب السياسي خالد مشعل من محاولة اغتيال، كما تم الإفراج عن شيخ المجاهدين أحمد ياسين، وفيه كانت رحلة النصرة والتمكين لهذه الحركة الراشدة من خلال الرحلة التي قام بها الشيخ احمد ياسين لعدة عواصم عربية جدد معها دعوة الحركة وأثبت عمقها الحقيقي ووضح رسالتها، ووجه رسالة للأمة أن انتصارها وعزتها يبدأ من تحرير فلسطين وصولاً لسيادة الإسلام على الأمم جميعاً.
- أما العامين ( الثاني عشر والثالث عشر) فقد مثلت أعوام مهمة في تاريخ الإسلام ففيها كانت بيعة العقبة الأولى والثانية والتي مثلت تحولاً مهماً في دعوة الإسلام وخروجها من المحلية إلي الإقليمية والعالمية بفضل الله يوم التقى حجاج المدينة المنورة بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم فأسلموا، وأرسل معهم مصعب بن عمير فكان أول سفير للإسلام خارج مكة، ومعهم كانت أولى البشريات أن مشروع الإنهزام والكفر بدأ في السقوط وأن المستقبل لهذا الدين، وأن مرحلة الإنتشار قد بدأت ولن تتوقف بإذن الله، وأن الإسلام على أبواب مرحلة تاريخية مهمة لا بد من استثمارها بشكل جيد استعداداً لمرحلة علنية الإسلام وبناء الدولة المسلمة بإذن الله.
- وفي المقابل مثلت الأعوام ( الثانية عشر والثالثة عشر) في تاريخ حماس محطات مهمة هي الأخرى، فمشروع التسوية بدأ يترنح والدولة الموعودة لم تقم، وحماس بدأت تنتشر بشكل أوسع في مناطق مختلفة من فلسطين، وأعداد الأنصار في ازدياد مستمر، وبدأ الناس يخرجون من حلم الدولة الموعودة، كما أن بدأت الحركة بإرسال سفرائها في الخارج من خلال فتح مكاتب لها في عدة دول عربية أبرزها قطر واليمن وغيرها، وبدأ واضحاً أن المنطقة بدأت تدخل مرحلة جديدة بعد تعثر مفاوضات السلام، وأن على الحركة الإسلامية أن تستعد لاستثمار هذه المرحلة بشكل يمكنها من الصعود نحو بناء المجتمع المسلم.
- هكذا تبدو السنوات الأولى من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا هي مع انطلاقة حماس، هذه الحركة الواعدة والتي تبشر خطواتها الواثقة والواضحة أن عودة الإسلام إلي الصدارة أمر حتمي بإذن الله، وما هذه المحاولة من تقريب التاريخ إلا ليطمئن الجميع على هذه الدعوة وليعلم الأخوة أن دعوتنا تمضي بإرادة الله واثقة مطمئنة رغم كل العثرات التي سنطرق إليها في المرحلة الثانية من محطات بإذن الله..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق